كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



32- وقوله جل وعز: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك} [آية 30] يقال أثبته إذا حبسته قال مجاهد أراد الكفار أن يفعلوا هذا النبي صلى الله عليه وسلم قبل خروجه من مكة وقال غيره اجتموا فقالوا نحبسه في بيت ونطعمه ونسقيه فيه أو نقتله جميعا جميعا قتل رجل واحد أو نخرجه فتكون بليته على غيرنا فعصمه الله عز وجل منهم.
وفي رواية ابن أبي طلحة عن ابن عباس {ليثبتوك} هي ليوثقوك.
33- وقوله جل وعز: {وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو أئتنا بعذاب أليم} [آية 32] قال مجاهد الذي قال هذا النضر بن الحارث بن كلدة ويروى ان هذا قيل بمكة ويدل على هذا قوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} قيل في هذه الاية أقوال روي عن ابن عباس ان النضر بن الحارث قال هذا يريد أهلكنا ومحمدا ومن معه عامة فأنزل الله: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} إلى {وهم يستغفرون} أي ومنهم قوم يستغفرون يعني المسلمين وما لهم ألا يعذبهم الله خاصة فعذبهم بالسيف بعد خروج النبي صلى الله عليه وسلم عنهم وفي ذلك نزلت {سأل سائل بعذاب واقع}.
وروى الزهري عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير ان المستفتح يوم بدر أبو جهل وانه قال اللهم اخز أقطعنا للرحم فهذا استفنتاحه أهل وقال عطية في قوله جل وعز وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم يعني المشركين حتى يخرجه عنهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون يعني المؤمنين قال ثم رجع إلى الكفار فقال: {وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام} قال أبو جعفر وهذا قول حسن ومعناه وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله وأنت بين أظهرهم وكذلك سنته في الأمم.
34- ثم قال جل وعز: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} [آية 33] وعاد الضمير على من آمن منهم.
35- ثم قال جل وعز: {وما لهم ألا يعذبهم الله} [آية 34] أي إذا خرجت من بين أظهرهم ويجوز ان يكون معناه وما لهم ألا يعذبهم الله في القيامة وقيل معناه وما كان اله معذبهم لو استغفروه على غير ايجاب لهم كما تقول لا أغضب عليك أبدا وأنت تطيعني أي لو أطعتني لم أغضب عليك على غير ايجاب منك لطاعته وقال مجاهد معناه وما كان الله عذبهم وهم مسلمون قال أبو جعفر ومعنى هذا وما كان الله معذبهم ومنهم من يؤول أمره إلى الإسلام وروي عنه وفي أصلابهم من يستغفر.
36- ثم قال جل وعز: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية} [آية 35].
روى عطية عن ابن عمر أنه قال المكاء الصفير والتصدية التصفيق قال ابن شهاب يستهزؤن بالمؤمنين وروى ابن أبي جريج وابن أبى نجيح أنه قال المكاء إدخالهم أصابعهم في أفواهم والتصدية الصفير يريدون ان يشغلوا بذلك محمدا صلى الله عليه وسلم عن الصلاة قال أبو جعفر والمعروف في اللغة ما روي عن ابن عمر حكى أبو عبيدة وغيره انه يقال مكا يمكو ومكاء إذا صفر وصدى يصدي تصدية إذا صفق.
قال أبو جعفر ويبعد قول ابن زيد التصدية صدهم عن دين الله لأن الفعل من هذا صددت إلا ان تقلب إحدى داليه ياء مثل تظنيت من ظننت وكذا ما روي عن سعيد بن جبير التصدية صدهم عن بيت الله.
37- وقوله جل وعز: {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله} [آية 36] قال مجاهد يعني أبا سفيان وما أنفق على أصحابه يوم أحد.
38- وقوله جل وعز: {ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا} [آية 37] يقال ركمت الشيء إذا جعلت بعضه فوق بعض.
39- وقوله جل وعز: {فيجعله في جهنم} [آية 37] أي الخبيث ليعذبوا به ويعني بالخبيث الكفار كذا قال ابن عباس ميز أهل السعادة من أهل الشقاء أي بأن اسكن هؤلاء الجنة وهؤلاء النار أي فيجعل الكفار بعضهم فوق بعض فيجعلهم ركاما أي يجمع بعضهم إلى بعض حتى يكثروا أولئك رده إلى الكافرين ورد فيجعله إلى الخبيث على لفظه ليعذبوا به كما قال تعالى: {فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم} وقوله جل وعز: {وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين} [آية 38] قال مجاهد يوم بدر للأمم قبل ذلك فقد فرق الله جل وعز بين الحق والباطل.
40- وقوله جل وعز: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} [آية 39].
المعنى حتى لا تكون فتنة كفر ودل على هذا الحذف قوله تعالى: {ويكون الدين كله لله}.
41- ثم قال جل وعز: {وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير} [آية 40] أي وإن عادوا إلى الكفر وعداوتكم فاعلموا أن الله مولاكم أي وليكم وناصركم فلا تضركم عداوتهم.
42- وقوله جل وعز: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} [آية 41] اختلف في معنى هذه الآية فقال قوم يقسم الخمس على خمسة أجزاء فأربعة منها لمدة شهر الحرب وواحد منها مقسوم على خمسة فما كان منه للرسول صير فيما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيرة حديث فيه ويروى أنه كان يصيره تقوية للمسلمين وأربعة لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وهذا مذهب الشافعي رحمه الله وقال بعضهم يقسم هذا السهم على قلته أجزاء للفقراء والمساكين وابن السبيل لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة وهذا مذهب أبي حنيفة وقال بعضهم إذا رأى الإمام أن يعطي هؤلاء المذكورين أعطاهم وإن رأى أن غيرهم أحق منهم أعطاهم قال ولو كان ذكرهم بالسهمية عند يوجب أن لا يخرج عن جملتهم لما جاز إذا ذكر جماعة أن يعطى بعضهم دون بعض وقد قال الله عز وجل: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} إلى آخر الآية ولو جعلت في بعضهم دون بعض لجاز ولكنهم ذكروا لأنهم من أهم من يعطى وقال جل وعز: {قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين} وله أن يعطي غير من سمي وهذا مذهب مالك.
وأما معنى فأن لله فهو افتتاح كلام قال قيس بن مسلم الجدبي لأنه سألت الحسن بن محمد {واعلموا أن ما غنمتم من شيئ فأن لله خمسه} فقال هو افتتاح كلام ليس لله نصيب لله الدنيا والآخرة حدثنا أبو جعفر قال نا محمد بن الحسن بن سماعة قال نا أبو نعيم قال نا أبو جعفر عن الربيع عن أبي العالية واعلموا أن ما غنمتم من شيئ فأن لله خمسه قال يجاء بالغنيمة فتوضع فيقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على خمسة أسهم فيعزل سهما منها ويقسم الأربعة بين الناس ثم يضرب بيده في جميع السهم الذي عزله فما قبض عليه من شيئ جعله للكعبة فهو الذي سمي لله ويقول لا تجعلوا لله نصيبا فإن لله الدنيا والآخرة قال ثم يقسم السهم الذي عزله على خمسة أسهم سهم للنبي صلى الله عليه وسلم وسهم لذي القربى وسهم لليتامى وسهم للمساكين وسهم لابن السبيل وقيل معنى فأن لله خمسه فأن لسبيل الله مثل واسأل القرية.
43- وقوله جل وعز: {إن كنتم آمنتم بالله} [آية 41] أي إن كنتم آمنتم بالله فاقبلوا ما أمركم به وقيل المعنى فاعلموا أن الله مولاكم وناصركم إن كنتم آمنتم به.
44- وقوله جل وعز: {وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان} [آية 41] قال مجاهد هو يوم بدر فرق الله فيه بين الحق والباطل.
45- وقوله جل وعز: {إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى} [آية 42] قال قتادة العدوة شفير الوادي وكذلك هو في اللغة ومعنى الدنيا التي تلي المدينة ومعنى القصوى التي تلي مكة ثم قال تعالى: {والركب أسفل منكم} قال قتادة يعني العير التي كانت مع أبي سفيان.
46- وقوله جل وعز: {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة} [آية 42] قال أبو جعفر: قال ابن أبي إسحاق: جعل المعتدي بمنزلة الحي وجعل الضال بمنزلة الهالك قال أي ليكفر من كفر بعد الحجة أخبرنا بما رأى من الآية والعبرة ويؤمن من آمن على مثل ذلك وقال غيره ليهلك ليموت من مات عن حجة لله جل وعز وعليه قد قطعت عذره وليعيش من عاش منهم على مثل ذلك {وإن الله لسميع} لقولكم حين تركتموهم {عليم} بما تضمره نفوسكم.
47- وقوله جل وعز: {إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر} [آية 53] قال ابن أبي نجيح عن مجاهد رآهم النبي صلى الله عليه وسلم في النوم قليلا فقص الرؤيا على أصحابه فثبتهم الله بذلك وروي عن الحسن أنه قال المعنى إذ يريكهم الله بعينك التي تنام بها.
قال أبو جعفر والمعنى على هذا في موضوع منامك والقول الأول أحسن لجهتين إحداهما ما روي من أن النبي صلى الله عليه وسلم رآهم في النوم والأخرى في قوله: {وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم} فالرؤيا الأولى في النوم والثانية عند الالتقاء ويجوز ما قال الحسن على بعد على أن يكون قوله: {إذ يريكموهم} خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والمعنى {ويقللكم في أعينهم} أي لئلا يستعدوا لكم لما أراد الله جل وعز من ظفر المسلمين بهم.
48- وقوله جل وعز: {ولا تنازعوا فتفشلوا} [آية 46] قال أبو إسحاق يقال يفشل فشلا إذا هاب أن يتقدم جبنا.
49- ثم قال جل وعز: {وتذهب ريحكم} [آية 46] قال مجاهد أي نصركم وقال معمر عن قتادة أي ريح الحرب والمعروف في اللغة انه يقال ذهبت ريحهم أي دولتهم.
50- وقوله جل وعز: {ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس} [آية 47] يعني أبا جهل وأصحابه يوم بدر.
51- وقوله جل وعز: {وزين لهم الشيطان أعمالهم} [الآية 47] قال المعنى واذكر إذ زين لهم الشيطان أعمالهم قال الضحاك جاءهم يوم بدر برايته وجنوده فألقى في قلوبهم أنهم لن ينهزموا وهم يقاتلون على دين آبائهم.
52- وقوله جل وعز: {فلما تراءت الفئتان} [آية 48] أي التقتا حتى رأت كل واحدة منهما صاحبتها.
53- ثم قال جل وعز: {نكص على عقبيه} [آية 48] أي رجع القهقري ويقال نكص على عقبيه إذا رجع من حيث جاء وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون قال الضحاك رأى الملائكة إني أخاف الله والله شديد العقاب قيل إنما خاف أن يكون الوقت الذي أجل إليه قد حضر وقيل بل كذب.
54- وقوله جل وعز: {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم} [آية 52] قال مجاهد أي كفعل والدأب عند أهل اللغة العادة وحقيقتة عندهم أنه من قولك فلان يدأب أي يداوم على الشيء ويلزمه وهذا معنى العادة.
55- وقوله جل وعز: {الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون} [آية 56] قال مجاهد يعني بني قريظة.
56- وقوله جل وعز: {فإنما تثقفنهم في الحرب} [آية 57] أي تصادفهم وتظفر بهم فشرد بهم من خلفهم قال سعيد بن جبير أي أنذر بهم من خلفهم وقال أبو عبيد هي لغة قريش شرد بهم سمع بهم وقال الضحاك أي نكل بهم والتشريد في اللغة التبديد والتفريق.
57- وقوله جل وعز: {وإما تخافن من قوم خيانة} [آية 58] أي غشا ونقضا للعهد فانبذ إليهم على سواء أي ألق إليهم نقض عهدهم لتكون أنت وهم على سواء في العلم يقال نبذت إليه على سواء أي أعلمته أني قد عرفت منه ما أخفاه وروى عمر بن عنبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان بينه وبين قوم عهد إلى مدة فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء.
58- وقوله جل وعز: {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا} [آية 59] قال أبو عبيدة أي فاتوا ثم قال جل وعز إنهم لا يعجزون روي عن ابن محيصن أنه قرأ لا يعجزون بالتشديد وكسر النون.
قال أبو جعفر هذا خطأ من جهتين إحداهما أن معنى عجزه ضعفه وضعف أمره والأخرى أنه كان يجب أن يكون بنونين ومعنى أعجزه سبقه وفاته حتى لم يقدر عليه.
59- وقوله جل وعز: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} [آية 60] قال عكرمة القوة ذكور الخيل ورباط الخيل إناثها وقال غيره القوة السلاح وروى عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} «ألا إن القوة الرمي».
60- ثم قال عز وجل: {وآخرين من دونهم لا تعلمونهم} [آية 60] أي وترهبون آخرين أي تخيفونهم لو قال مجاهد هم بنو قريظة وقال ابن زيد هم المنافقون وقيل هم الجن وقال السدي أهل فارس.
61- وقوله جل وعز: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها} [آية 61] جنحوا مالوا وقال أبو عمرو والسلم الصلح والسلم الإسلام وأبو عبيدة يذهب إلى أن السلم والسلم والسلم الصلح.
62- وقوله جل وعز: {وإن يريدوا أن يخدعوك} [آية 62].